يوم من عمر رجل نبيل

رجل لا يملك قوت يومه و يسعي جاهدا للوصول الي سبق صحفي يعزز مكانته عند رئيس التحرير. تأتي الفرصة ليرتقي في وظيفته و يحصل على مكافأة مالية ضخمة تنقذه من الديون، و لكنه يرفض هذه الفرصة و يدير ظهره لها.
يراها فرصة غير نظيفة لأنه سيستغل فتاة و ثقت به ، أحبته، أئتمنته على سرها و طلبت منه العون ضد ما تعرضت له من ظلم. أحس أنه لو خان ثقتها، لو أذاع سرها لن يستحق حبها، و لن يكون صحفيا شريفا، و لا حتى ...... انسانا.
فعل ما يمليه عليه ضميره الانساني والصحفي. لم يتردد، تصرف بطبيعة تنم عن نبل أخلاقه. حطم قلبه بيده ليحفظ لها كرامتها أمام عائلتها، حفظ سرها و حافظ عليها حتى اطمئن أنها أصبحت بأمان. أعطاها السبق الصحفي و الصور، مفضلا ضياع مستقبله عن ضياعها هي. فضل حياتها على مستقبله، و كرامتها على حياته. أملى عليه حبه و احترامه لها ما يجب عليه فعله، فلم يسأل عن مصيره أو يحاول أن يجد مخرجا يضمن له وظيفته بل انتصر لمبادئه، لكرامته و لانسانيته و لحبه.
حليم، نبل أخلاقك أظهر بوضوح قبح أخلاق من يعيشون هذا الزمان. من يغدرون، ومن يدوسون الآخرين أثناء بحثهم عن "سبق صحفي"، و من يستبيحون ثقة الآخرين، و من يخونون الأمانة و من يجرحون بغير ندم.
حليم، ألوذ بصوتك متى افتقدت نبل أخلاقك، أعود الي زمانك متى قسى علي زماني، أعود اليك متى أحسست بالوحدة تجمد قلبي، أحتمي بدفء صوتك كلما أمطرت السماء و ليس معي ما أحتمي به، أردد أغانيك حين أحن الي المشاعر الصادقة.
و حين تخونني شجاعتي فلا أقوى على كتمان دموعي، أتذكرك و أدعو الله أن يرزقك رحمته و الجنة.